(تكامل النبي وآله صلوات الله عليه وآله)
السؤال .
تفضلتم في بحث العقائد أن كل مخلوق يتكامل وكذلك الأنبياء والأصفياء يتكاملون في العصمة والاصطفاء . والسؤال هل يعني تكاملهم أنهم في درجة أدون فتكاملوا فصاروا في درجة أرقى ؟ ،
وهل التكامل هنا تكامل حتى في العلم كما تفضلتم في نبي الله موسى “ع” أي أنه لم يعلم ثم علم بعد تعليم الخضر له ؟ ،
وهل هذا متصور في أكمل الكمل وهو المصطفى وآله النجباء “ص” بمعنى أنهم لم يكونوا يعلمون ثم علموا ؟ ،
وإذا كانوا يتكاملون فهل يعني أنهم كانوا في درجة أدون في الجنة ثم ارتقوا إلى درجة أرفع في الجنة لأنهم تكاملوا ؟ لأن التكامل لا ينفك عن المقام فكلما تكامل زاد ارتقاء ، وإن قلنا بذلك ألا ينافي ذلك علو مقامهم وكمال درجاتهم ، مع التفاتنا إلى ماتفضلتم به من أن التكامل بلحاظ ماهو فوقهم لا بلحاظ مادونهم ؟ .
الجواب .
١- المراد من تكامل النبي ص إنما هو بالإضافة إلى الله تعالى لا بالإضافة إلى بقية المخلوقات أنه ص أنقص منها .
٢- بل كما يقال في معنى العصمة النبوية دون العصمة الإلهية أن الكمال للذات الإلهية لا متناه قائم بذاته بينما العصمة النبوية تتكامل إذا قيست إلى الذات الإلهية تستمده منه تعالى .
٣- إن الذات النبوية ذات طبقات كما يشير إليه القرآن (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي )(إن هو إلا وحي يوحى) وتكامل كل طبقة يختلف عن تكامل الطبقة الأعلى منها .
٤- إن نظرة المقصرة الاقتصار على الطبقات النازلة للنبي ص فينقصون شؤونه العليا التكوينية ،ونظرة الغلاة الاقتصار على الطبقات العليا فلا يقررون شؤون الطبقات النازلة الأقل كمالا بالقياس إلى الطبقات العليا .
٥- إن حقيقة الذات النبوية هي الذات المجموعية من كل الطبقات لا بعض الطبقات دون الأخرى .
٦- إن حقيقة أي ذات هي بكمالها الأعلى وهو الفصل الماهوي للذات النوعية فحقيقة الشيء بفصله الأخير وهو روح الشيء ولبابه .
٧- من نظرة المقصرة ملاحظة ومقايسة الذات النبوية بلحاظ طبقاتها النازلة ملاحظتها بذلك مع بقية المخلوقات العالية فينقص مقام الذات النبوية .
٨- فمع ملاحظة كل تلك الضوابط المتقدمة لا ينقص النبي ص عن أي مخلوق عال كالعرش وما فوقه من المخلوقات فضلا عما دونه ، أي إذا لوحظ مجموع طبقات ذاته المقدسة وأن حقيقة ذاته هي الطبقة العليا
٩- من الطبقة العليا للذات النبوية وذوات آله الأسماء الإلهية بعد الالتفات إلى أن الذات الإلهية هي المسمى والأسماء الإلهية مخلوقة .
١٠- لا يفرض التكامل في الأسماء الإلهية بعد تجردها عن الجسمانية وعن المادة ولا يتصور فيها النقص والتكامل .