الاستفتاءات
مقامات الائمة عليهم السلام
أكره أن أبدأهم بقتال
١- من الجلي البين أن غرض الشرع والدين الأساسي ليس الحرب بل هداية العباد .
٢- فمن ثم كلما يصب في إفساح المجال أكثر للهداية كلما قصده البرنامج الإلهي .
٣- نظير الشأن في طول دعوة النبي نوح ع .
٤- ونظير عدم استعمال القوة العسكرية من النبي ص في العهد المكي الذي هو أطول من العهد المدني إلا أن قريشا استعجلت وسدت طريق الهداية على نفسها باستخدام سلاح القوة ، ولو أن قريشا لم تعزم على قتل النبي ص لطال أمد دعوة النبي ص لقريش بالحكمة إلى حين انتقال السلطة بنحو سلمي للنبي ص .
٥- ومن ثم كانت الخطب من سيد الشهداء ع تشييدا لهذا النهج من الدعوة بالحكمة وإطفاء التوتر والتشنج المانع منه .
٦- ولا ريب أن إطالة المواجهة زيادة في الإبلاغ وبيان الحجة وتأكيد الإعذار .
حقيقة النبي صلوات الله عليه و اله بكونين وتكوينين
١- يثبت ويقرر القرآن كونين للنبي ص كونا بدنيا وهو الذي ولد في عام الفيل وهو الذي تشير إليه الآيتان وغيرها من ( ما كنت ….) .
٢- وكونا آخر تشير إليه آيات شهادة النبي ص على شهداء كل الأمم السابقة على ولادته واللاحقة لوفاته إلى يوم القيامة كما يشير إلى ذلك قوله تعالى (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس) فأثبت القرآن للنبي وآله ص كونا آخر روحيا نوريا يتحمل الشهادة على جميع الناس من الأولين والآخرين بل على الأشهاد الشهود على الناس .
٣- وتشير إلى هذا الكون الثاني أيضا آيات عديدة أخرى كقوله تعالى (بأسماء هؤلاء … أنبئهم بأسمائهم … ) فوصف القرآن الأسماء أنها حية شاعرة في ملكوت لم تطلع عليه جميع الملائكة وبشرافة هذه الأسماء الحية الشاعرة الملكوتية نال آدم ع الخلافة الإلهية .
٤- ويشير إلى تعدد طبقة كون وتكوين النبي ص قوله تعالى ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي) فقرر للنبي ص كونا بدنيا بشريا وكونا وحيانيا ملكوتيا أعلائيا .
قراءة الرثاء
١- أما أصل المشروعية والجواز فلا استرابة فيها .
٢- وأما المرجوحية أو الرجحان فمثل دعاء الندبة فهو في الأصل للرثاء لأن الندبة بمعنى الرثاء وقد تضمن الدعاء جملا كثيرة من الرثاء وأساليبه .
٣- وأما بقية الأدعية كدعاء كميل ونحوه فالراجح مراعاة ما يتناسب مع مضامين وبنود الدعاء والموضع الذي يقحم فيه الرثاء وملاحظة مناسبة المقطع الرثائي مضمونا لجو الدعاء .
٤- الراجح في موارد الإقحام مراعاة الموالاة في الدعاء والمحافظة لأجواء معانيه عن الزوال .
الوظيفة في الغيبة أحلاس البيوت
قد روى الصدوق في كمال الدين في نفس الباب تفسير البيت بمعنى المنهاج لأهل البيت ع وإضافة الحلس والأحلاس إلى البيوت لبيان الاستقامة على منهاج أهل البيت ع بيت العقيدة وبيت المنهاج .
عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إن أقرب الناس إلى الله عز وجل وأعلمهم به وأرأفهم بالناس محمد صلى الله عليه والأئمة عليهم السلام ، فادخلوا أين دخلوا وفارقوا من فارقوا – عنى بذلك حسينا وولده عليهم السلام – فإن الحق فيهم وهم الأوصياء ومنهم الأئمة فأينما رأيتموهم فاتبعوهم و**إن أصبحتم يوما لا ترون منهم أحدا فاستغيثوا بالله عز وجل ، وانظروا السنة التي كنتم عليها واتبعوها ، وأحبوا من كنتم تحبون و أبغضوا من كنتم تبغضون، فما أسرع ما يأتيكم* *الفرج*.*
١- أكثر ما ورد متواترا مستفيضا بل ما ورد في القرآن خاتم النبيين لا خاتم المرسلين .
٢- نعم خاتم المرسلين النبيين صحيح .
٣- أما المرسل فعنوانه في القرآن والحديث كما بينا أعم من إرسال النبوة ، فالمرسل قد يكون نبيا وقد يكون ملكا وقد يكون إماما كما في شأن طالوت .
٤- كما هو الحال في الوحي فإن الجمهور من العامة يتوهمون أن كل وحي هو نبوة بينما ثابر علماء الإمامية تبعا لتعاليم أهل البيت ع إلى بيان تنوع الوحي إلى وحي نبوي ووحي ولوي وأن استعراض القرآن يبين تنوع أنواع الوحي لا انحصاره في الوحي النبوي .
٥- وعقائد عامة الناس أو عامة طلاب العلم يجب أن تثبت وتهذب من خلال قوالب الوحي القطعية لا الاستعمالات العامية الشائعة حيث لا يفرقون في منصب الإمامة بين أهل البيت ع وذويهم .
٦- والموارد التي وردت من ختم الرسالة مع كونها من الآحاد التي ورد في نسخ أخرى لمتونها إسناد الختم للنبوة لا للرسالة فإن المتواتر والمستفيض هو وصف للنبوة أو قل ختم المرسلين النبيين .
٧- إن الإمامة بعث إلهي وسفارة إلهية كما ورد في القرآن الكريم في شأن لوط كذلك ورد مستفيضا وصف أئمة أهل البيت ع أنهم سفراء الله إلى خلقه .
٨- مصحف فاطمة ع من المعتقدات الضرورية في مذهب أهل البيت ع وهو وساطة وسفارة إلهية اصطفائية لفاطمة ع مع أبنائها الأئمة ع فضلا عن عموم الناس .
٩- إن تعاطي علماء الإمامية مع كتاب نهج البلاغة وكتاب الصحيفة السجادية ونحوهما من الكتب المنسوبة لأئمة أهل البيت ع وعموم تراث الحديث المأثور عنهم ع ليس بما أن أهل البيت ع رواة عن النبي ص .
١٠- بل بما أن أهل البيت ع لهم قناة – وحيانية غير نبوية – مع روح ونور سيد الأنبياء فكما يبلغ بدن النبي ص عن روحه ونوره فكذلك يبلغ أهل البيت ع عن نور وروح النبي ص .
١١- كما ورد في الحديث القدسي المتواتر بين الفريقين في مورد تبليغ سورة براءة ( لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك ) .
١٢- وقال النبي ص مستفيضا أو متواترا حول أصحاب الكساء ( علي مني وأنا من علي) ( فاطمة مني وأنا من فاطمة ) ( حسن مني وأنا من حسن) (حسين مني وأنا من حسين) .
هل يمكن النهي عن البكاء والحنين على الحسين ع
١- البكاء والحنين قد تقارنهما ملابسات يسيء العدو من استثمارها فبهذا اللحاظ يقرر رفع اليد عنهما .
٢- نظير منع الحسين ع لها من البكاء قبل الشهادة لاستثمار العدو ذلك ضعفا في معسكر الإمام ع .
٣- وإلا فإن البكاء والأنين والحنين المتعلق بالنبي وأهل بيته ع من أعظم مراسم المودة لهم وهي أعظم فرائض الدين كما بين ذلك في الحديث النبوي المتواتر عند الفريقين في حديث جذع النخلة في المسجد النبوي .
٤- وقد شرح ذلك كله قول أمير المؤمنين ع :
((سلام عليك يا رسول الله سلام مودع لا سئم ولا قال . فإن أنصرف فلا عن ملالة وإن أقم فلا عن سوء
ظن بما وعد الله الصابرين و الصبر أيمن وأجمل ، ولولا غلبة المستولين علينا ، لجعلت المقام عند قبرك لزاما .
والتلبث عنده معكوفا ، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية. فبعين الله تدفن ابنتك سرا ويهتضم
حقها قهرا ، ويمنع إرثها جهرا ، ولم يطل العهد ولم يخلق منك الذكر ، فإلى الله يا رسول الله المشتكى .
وفيك أجمل العزاء . فصلوات الله عليها وعليك ورحمة الله وبركاته)) .
٥- فتحصل أن المنع ليس عن ذات البكاء والحنين في نفسهما كيف وهما عبادتان عظيمتان ، وإنما بلحاظ مقارناتهما من استثمارات العدو بما يضر إضرارا كبيرا بالدين وأوليائه .
تنوع الرسالة والرسالات الاصطفائية
١- أكثر ما ورد متواترا مستفيضا بل ما ورد في القرآن خاتم النبيين لا خاتم المرسلين .
٢- نعم خاتم المرسلين النبيين صحيح .
٣- أما المرسل فعنوانه في القرآن والحديث كما بينا أعم من إرسال النبوة ، فالمرسل قد يكون نبيا وقد يكون ملكا وقد يكون إماما كما في شأن طالوت .
٤- كما هو الحال في الوحي فإن الجمهور من العامة يتوهمون أن كل وحي هو نبوة بينما ثابر علماء الإمامية تبعا لتعاليم أهل البيت ع إلى بيان تنوع الوحي إلى وحي نبوي ووحي ولوي وأن استعراض القرآن يبين تنوع أنواع الوحي لا انحصاره في الوحي النبوي .
٥- وعقائد عامة الناس أو عامة طلاب العلم يجب أن تثبت وتهذب من خلال قوالب الوحي القطعية لا الاستعمالات العامية الشائعة حيث لا يفرقون في منصب الإمامة بين أهل البيت ع وذويهم .
٦- والموارد التي وردت من ختم الرسالة مع كونها من الآحاد التي ورد في نسخ أخرى لمتونها إسناد الختم للنبوة لا للرسالة فإن المتواتر والمستفيض هو وصف للنبوة أو قل ختم المرسلين النبيين .
٧- إن الإمامة بعث إلهي وسفارة إلهية كما ورد في القرآن الكريم في شأن لوط كذلك ورد مستفيضا وصف أئمة أهل البيت ع أنهم سفراء الله إلى خلقه .
٨- مصحف فاطمة ع من المعتقدات الضرورية في مذهب أهل البيت ع وهو وساطة وسفارة إلهية اصطفائية لفاطمة ع مع أبنائها الأئمة ع فضلا عن عموم الناس .
٩- إن تعاطي علماء الإمامية مع كتاب نهج البلاغة وكتاب الصحيفة السجادية ونحوهما من الكتب المنسوبة لأئمة أهل البيت ع وعموم تراث الحديث المأثور عنهم ع ليس بما أن أهل البيت ع رواة عن النبي ص .
١٠- بل بما أن أهل البيت ع لهم قناة – وحيانية غير نبوية – مع روح ونور سيد الأنبياء فكما يبلغ بدن النبي ص عن روحه ونوره فكذلك يبلغ أهل البيت ع عن نور وروح النبي ص .
١١- كما ورد في الحديث القدسي المتواتر بين الفريقين في مورد تبليغ سورة براءة ( لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك ) .
١٢- وقال النبي ص مستفيضا أو متواترا حول أصحاب الكساء ( علي مني وأنا من علي) ( فاطمة مني وأنا من فاطمة ) ( حسن مني وأنا من حسن) (حسين مني وأنا من حسين) .
المناجيات الخمس عشرة من الوحي أو من التصوف
١- الصحيفة السجادية تشتمل على العديد من المناجيات في غالب الأدعية .
٢- ولعل المقصود المناجيات الخمس عشرة التي أضيفت إلى الصحيفة السجادية وكذا كثير من الأدعية تحت اسم الصحيفة السجادية الكاملة .
٣- قد أشكل على نسبتها بعض الأعلام وحكي ذلك عن المجلسي صاحب البحار
ولكن الأصح عندنا أن لها بعض المصادر القديمة يوقف عليها بالتتبع المجهد .
٤- مضافا إلى أن العمدة عندنا في الأدعية والزيارات والمعارف بل تراث الحديث برمته على وحدة الشبكة المنظومية لوحدة ألفاظ الجملة الواحدة لا الفقرات كلها فضلا عن وحدة المضمون معنى وهو الميزان الأكبر لاعتبار النص .
٥- وهو أحد أعظم معاني العرض على محكمات الكتاب والسنة .
٦- لا بد من التنبيه أن الأعلام قليلا أو نادرا ما بحثوا عن منظومة القضايا والعناوين والألفاظ للأفعال والرياضات القلبية والروحية الواردة في الآيات والأحاديث .
٧- وبالتالي لم تعقد تعريفا قواعد الوحي الواردة في الكتاب والسنة لأهل البيت ع حول الرياضات القلبية والروحية ، ومن ثم هذا البحث غائب عن كلمات الأعلام كي توزن فيه المحكمات الواردة في الكتاب والسنة الشريفة للمعصومين ع .
٨- وإلا فإن الصوفية والعرفاء ليسوا مبتكري هذه الأسس والمنظومة من قوة أفكارهم وتجاربهم وإبداعاتهم .
زيارة الأربعين برنامج لإصلاح النظام الاجتماعي والسياسي العالمي
– خطورة النظام السياسي والاجتماعي على الأفراد بالغة ، فمن ثم جاءت قواعد فقهية في الأبواب مبنية على ذلك ، كفريضة الهجرة وحرمة التعرب بعد الإسلام ، ما يشير إلى أن الإسلام ليس مجرد عقيدة وطقوس فردية بل أحد معانيه النظام السياسي الاجتماعي ، ومن هذا القبيل ما يقال دار الإسلام ودار الإيمان
– وقد وقع جدل قانوني كبير في التنازع بين وظائف الدولة ووظائف الأسرة وأخذ المقنن الغربي توسعا في ولاية الدولة وصلاحياتها في الخصوصيات الأسرية سواء من ناحية العلاقة الزوجية أو تربية الأطفال بخلافه في تقنين الإسلام ، وعلى أي تقدير فهو مؤشر لسعة تأثير النظام السياسي الاجتماعي على الأفراد
– قيل إن الناس على دين ملوكهم أي أن القسم الوافر من نسبة التدين لله تعالى مرهون بالنظام الاجتماعي السياسي وأن النظام الفردي والأسري غير كاف في إقامة الدين كملا .
– فأغلب الناس على دين ملوكهم ، وقد يستفاد ذلك من قصة الهدهد في سورة النمل
يقول في شأن الملكة وقومها : (وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون
الله) يتحدث الهدهد أولا عن سجودها ثم عن سجود قومها .
– ويشير إليه ما في موثق السکوني عن جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي إِذَا صَلَحَا صَلَحَتْ أُمَّتِي وَ إِذَا فَسَدَا فَسَدَتْ أُمَّتِي قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ هُمَا قَالَ الْفُقَهَاءُ وَ الْأُمَرَاءُ .
– إن الناس على دين ملوكهم فالملوك والأمراء إذا صلحوا صلحت الشعوب وإذا فسدوا فسدت الشعوب ، وذكر الفقهاء باعتبار السلطة التشريعية في عرف النظم الاجتماعي ،
– وإن الحاكم إذا صلح صلحت الرعية وروي العكس ايضا، وروي عنه ص (كما تكونوا يولى عليكم) ، فهناك تعاكس بين تأثر الناس بدين ملوكهم وبين كما تكونوا يولى عليكم ، وعلى أي تقدير هناك تلازم بين العرف الاجتماعي والنظام السیاسی .
– وفي رسائله ص للملوك (أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرّتين فإن تولّيت فإنّ عليك إثم المجوس “.
يشير إلى أن النّاس على دين ملوكهم ، إن أسلم أسلموا وإن تولّى تولّوا، إن كفر كفروا وإن أشرك أشركوا .
وفي الكافي عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النَّبِيُّ ص مَا اسْتَفَادَ امْرُؤٌ مُسْلِمٌ فَائِدَةً بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَفْضَلَ مِنْ زَوْجَةٍ مُسْلِمَةٍ تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا وَ تُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَهَا وَ تَحْفَظُهُ إِذَا غَابَ عَنْهَا فِي نَفْسِهَا وَ مَالِهِ .
– وههنا الإسلام استعمل بمعنى النظم المجتمعي والسياسي فما بني شيء بعد الإسلام أعظم من زوجة صالحة، ويفيد أن النظم الاجتماعي السياسي أعظم تأثيرا رتبة من نظام الأسرة
-ومن البين اللائح أن رمز الشعائر الحسينية قوله ع (و إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله) وإقامة النظام الاجتماعي السياسي الصالح .
– زيارة الأربعين وزرع التطلع لإصلاح بناء النظام الاجتماعي السياسي ، فإن مجتمع زيارة الأربعين من الناحية المادية ممتزج بالناحية المعنوية كأرقى ما يمكن تصوره من مجتمع المدينة الفاضلة ، كما أن الجانب الإداري والتدبيري منقطع النظير من كل الأبعاد المادية وذلك لامتزاجها بأعلى الدرجات الروحية المعنوية ، فهو عينة للمجتمع المتطلع له إدارة وتدبيرا وتكافلا وإيثارا ونظما وشفافية أخلاقية .
– وههنا رمزية مشروع الإمام المهدي عج لإقامة النظام العالمي العادل في كل أرجاء المعمورة كتطلع مستقبلي للبشرية وغاية للمجتمع الحسيني .
الجهاد
المنهجية في سيرة المعصومين ع
١- هناك مجاراة من النبي ص والأئمة ع في مواطن كثيرة مع العرف السياسي السائد لا من باب التقرير لشرعنته .
٢- بل من باب إقامة الحق بتوسط إلزامهم بما يلتزمون به
(ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم) .
٣- كما هو الحال في البيعة التي أخذها النبي ص في عقبة منى على نقباء الأنصار فإنها فريضة عليها أصالة ، بينما هم قاموا بالبيعة من باب البذل لها من ملكهم لشؤونهم طوعانية لحاكمية النبي ص .
٤- والحاصل أن هناك مشاهد ومواقف ومواطن كثيرة جارى النبي ص صوريا في سيرته وسيرة أمير المؤمنين ع والحسنين ع والأئمة عليهم السلام – العرف السائد مادام لا يصطدم مع موازين الحق وإقامة العدل .
٥- والتدريج في إقامة الأحكام نظير التدريج في بيان الأحكام لا يصح دفعة فإنها الطبيعة البشرية بما لها من أعراف فاسدة لا يمكن تغييرها فجأة دفعة بل لا بد من التدريج والتروي والإرفاق في الخطوات في تربية البيئة الاجتماعية البشرية على التصحيح والسداد .
٦- ومن ثم لا يستفاد التقرير من المعصوم ع للأعراف السائدة في سيرته ، لأنها في الغالب مشوبة بالمجاراة وحكمة التدريج لا أنها إمضاء وتقرير لتلك الأعراف .
٧- ومن ثم كانت أقوال المعصوم ع أبين وأوضح في الدلالة على مقاصد التشريع من أفعاله وتقريره في سيرته .
٨- ومن ثم يكون مجموع أقوال المعصوم ع محكمات حاكمة على أفعاله وتقاريره في سيرته .
٩- ومن ثم كانت حقيقة السيرة للمعصومين عليهم السلام أمرا شائكا في غاية التعقيد والإبهام مالم تعرض على محكمات أقوالهم ومحكمات القرآن وبديهيات العلوم الدينية والضرورات العقلية .
مراقد الأئمة ع
١- الصلاة في مدينة كربلاء كلها يتخير فيها بين القصر والتمام والأفضل الإتمام .
٢- أما الصلاة في منطقة بلد مرقد سيد محمد بن الإمام الهادي ع كما هو الحال في السيدة المعصومة ع في قم فلم يثبت لدينا توسعة التخيير في الصلاة للمسافر إلى مراقد الدائرة الثانية .
٣- نعم أحكام الاحترام والحرمة إجمالا لمراقد أفراد الدائرة الثانية قد ثبتت بالأدلة القطعية الواردة .
( التفاعل الاستشاري مع الإمام المعصوم ع بين البشرية والوحيانية)
السؤال .
هل صحت عندكم نصيحة محمد بن الحنفية لأخيه الحسين عليه السلام ؟ ،
وإن صحت ألا تنافي الاعتقاد بالإمامة ؟ حيث إن أساس الاعتقاد بها التسليم والاتباع والاقتداء إلا إذا كانت القضية ظاهرية لإثبات أمر مهم إعلاميا ؟ .
الجواب .
١- قد ورد في فضائل أمير المؤمنين ع أنه ناصح لله ولرسوله ص ، كما ورد في زيارات بقية الأئمة ع أنهم ناصحون لله ولرسوله ولأمير المؤمنين ع ، كما ورد في أبي الفضل العباس ع أنه ناصح لله ولأصحاب الكساء .
٢- كما ورد لزوم الإشارة على المؤمن لإمامه وإن لم يجب على الإمام الأخذ بالمشورة ، بل يجب على المؤمن الموالي إطاعة
الإمام ع وإن خالف رأيه .
٣- فقد ورد في نَهْجِ الْبَلَاغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ- وَ قَدْ أَشَارَ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ لَمْ يُوَافِقْ رَأْيَهُ عَلَيْكَ أَنْ تُشِيرَ عَلَيَّ فَإِذَا خَالَفْتُكَ فَأَطِعْنِي .
٤- كما ورد أن الإمام موسى الكاظم ع والرضا ع يستشيران أصحابهما أو خدمهما وتساءل بعضهم عن ذلك فأجاب الرضا ع – في صحيحة ْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: هَلَكَ مَوْلًى لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع يُقَالُ لَهُ سَعْدٌ فَقَالَ أَشِرْ عَلَيَّ بِرَجُلٍ لَهُ فَضْلٌ وَ أَمَانَةٌ فَقُلْتُ أَنَا أُشِيرُ عَلَيْكَ فَقَالَ شِبْهَ الْمُغْضَبِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ يَسْتَشِيرُ أَصْحَابَهُ ثُمَّ يَعْزِمُ عَلَى مَا يُرِيدُ .
٥- صحيح َ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : اسْتَشَارَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَرَّةً فِي أَمْرٍ فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ مِثْلِي يُشِيرُ عَلَى مِثْلِكَ قَالَ نَعَمْ إِذَا اسْتَشَرْتُك .
٦- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ ع أَنْ سَلْ فُلَاناً أَنْ يُشِيرَ عَلَيَّ وَ يَتَخَيَّرَ لِنَفْسِهِ فَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَجُوزُ فِي بَلَدِهِ وَ كَيْفَ يُعَامِلُ السَّلَاطِينَ فَإِنَّ الْمَشُورَةَ مُبَارَكَةٌ قَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ – فَإِنْ كَانَ مَا يَقُولُ مِمَّا يَجُوزُ كَتَبْتُ أُصَوِّبُ رَأْيَهُ وَ إِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ رَجَوْتُ أَنْ أَضَعَهُ عَلَى الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ قَالَ يَعْنِي الِاسْتِخَارَةَ .
٧- وفي موثق الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع فَذَكَرْنَا أَبَاهُ ع فَقَالَ كَانَ عَقْلُهُ لَا يُوَازِنُ بِهِ الْعُقُولُ وَ رُبَّمَا شَاوَرَ الْأَسْوَدَ مِنْ سُودَانِهِ فَقِيلَ لَهُ تُشَاوِرُ مِثْلَ هَذَا قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى رُبَّمَا فَتَحَ لِسَانَهُ قَالَ فَكَانُوا رُبَّمَا أَشَارُوا عَلَيْهِ بِالشَّيْءِ فَيَعْمَلُ بِهِ مِنَ الضَّيْعَةِ وَ الْبُسْتَان) .
٨- الحاصل من المشورة التفاعلية مع الإمام المعصوم ع أنه مصدر لإحدى قنوات الوحي للمعصوم ع وإن كان الشخص المشير هو إنسان عادي غير معصوم لكن الإمام ع يدرك أن الرسالة وحيانية أرسلت إليه منه تعالى .
٩- نظير قوله تعالى :
﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرابًا يَبحَثُ فِي الأَرضِ لِيُرِيَهُ كَيفَ يُواري سَوءَةَ أَخيهِ قالَ يا وَيلَتا أَعَجَزتُ أَن أَكونَ مِثلَ هذَا الغُرابِ فَأُوارِيَ سَوءَةَ أَخي فَأَصبَحَ مِنَ النّادِمينَ﴾ [المائدة: ٣١]
فالغراب ليس من الملائكة المقربين ولا نبي معصوم ولا روح أمري لكنه يحمل رسالة منه تعالى من دون أن يشعر الغراب بمضمون هذه الرسالة الإلهية إلا أن المخاطب يشعر بوضوح .
١٠- وإشارة سلمان رض على النبي ص بحفر الخندق في معركة الأحزاب ، وهل في ذلك منافاة لعلمه ص ؟! .
١١- وقول أمير المؤمنين ع للنبي ص عندما بعثه للفحص عن أمر مارية القبطية عندما قذفها جماعة الإفك قال ع : أكون في أمرك كالسكة المحماة في الأرض أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فقال ص له : بل يرى الشاهد ما لا يرى الغائب .
وفي مصحح زرارة عن أبي جعفر ع …..َ ثُمَّ قَالَ (علي ع)يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا بَعَثْتَنِي فِي الْأَمْرِ أَكُونُ كَالسِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ تَقَعُ فِي الْوَبَرِ أَوْ أُثَبِّتُ فَقَالَ ثَبِّت…) .
١٢- والحاصل أن مثابرة غير المعصوم لنصرة ونصح المعصوم ع بالرأي لا تعني النقص في المعصوم ع بل هي نصرة يقدرها الله فيها للمعصوم ع ، من دون أن تستلزم أفضلية غير المعصوم ع على الإمام ع ، بل هي قوله تعالى : (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) مع أن قوله تعالى : ( وما النصر إلا من عند الله )
ومع ذلك يقول تعالى :
﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم ﴾ فالتغيير والنصر من عند الله تعالى لكنه اشترط قيام المؤمنين بنصرة الحق وبمسؤولية مؤازرة المشروع الإلهي ، فلا يفتح الله على المعصوم ع مع تخاذل الأمة .
١٣- وفي تفسير العياشي عن فضل بن أبي قرة قال : سمعت أبا عبد الله ع يقول أوحى الله إلى إبراهيم أنه سيولد لك ، فقال لسارة ، فقالت: «أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ فأوحى الله إليه : أنها ستلد و يعذب أولادها أربعمائة سنة – بردها الكلام علي ، قال : فلما طال على بني إسرائيل العذاب – ضجوا و بكوا إلى الله أربعين صباحا – فأوحى الله إلى موسى و هارون أن يخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين و مائة سنة ، قال : و قال أبو عبد الله : هكذا أنتم لو فعلتم لفرج الله عنا ، فأما إذا لم تكونوا – فإن الأمر ينتهي إلى منتهاه)) .
١٤- فدور الأمة يفتح على الإمام مدد الله تعالى ولا يعني ذلك تفوق الأمة على الإمام ، بل لأن الشأن مرتبط بالأمة والشأن العام فكان دور الأمة دخيلا في مدد الله تعالى للمعصوم ع بما يدبره في الشأن العام للأمة .
١- قد دلت آيات كثيرة على ضرورة الشفاعة لتكامل كل الخلائق فالعبادات لا تقبل إلا بالتوجه والتوسل به إلى الله تعالى .
٢- وهو مقتضى شرطية ولايته في العبادات كما لا بد في قبولها من شفاعته ص .
٣- كما هو مفاد قوله تعالى :
﴿وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إِلّا لِيُطاعَ بِإِذنِ اللَّهِ وَلَو أَنَّهُم إِذ ظَلَموا أَنفُسَهُم جاءوكَ فَاستَغفَرُوا اللَّهَ وَاستَغفَرَ لَهُمُ الرَّسولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوّابًا رَحيمًا﴾ بتقريب أن هذا ليس مخصوصاً بالتوبة من الذنب بل يعم كل عبادة بلحاظ أنها أوبة ورجوع إلى الله تعالى وأن المقرر في كلية العبادات التوجه بالنبي ص بدءاً أولاً فيها .
٤- وكذلك قوله تعالى :
﴿وَمِنَ الأَعرابِ مَن يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنفِقُ قُرُباتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَواتِ الرَّسولِ أَلا إِنَّها قُربَةٌ لَهُم سَيُدخِلُهُمُ اللَّهُ في رَحمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ حيث دل على أن الغاية المنوية في عبادة الصدقات التقرب إلى الله والتقرب إلى الرسول ص لنيل شفاعته وأن الباب للتقرب إلى الله هو التقرب إلى النبي ص والتوجه به إلى الله تعالى .
٥- وقوله تعالى في آل عمران : (﴿وَإِذ أَخَذَ اللَّهُ ميثاقَ النَّبِيّينَ لَما آتَيتُكُم مِن كِتابٍ وَحِكمَةٍ ثُمَّ جاءَكُم رَسولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُم لَتُؤمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قالَ أَأَقرَرتُم وَأَخَذتُم عَلى ذلِكُم إِصري قالوا أَقرَرنا قالَ فَاشهَدوا وَأَنا مَعَكُم مِنَ الشّاهِدينَ﴾ حيث دلت الآية على أن الانبياء إنما نالوا النبوة وأُتوا الكتب السماوية والحكمة بإزاء إيمانهم وإذعانهم بنبوة سيد الانبياء وولايتهم له ص ولا شك أن أعظم الكمالات هي النبوة والكتب السماوية والحكمة الإلهية .
٦- وهذه الوظيفة لا تخص سائر الأنبياء بل تعم كلّ الأوصياء والأصفياء حيث إنهم أجمعون مخاطبون بطاعة النبي ص بعد طاعة الله تعالى وممن يخاطب بذلك أمير المؤمنين ع والأئمة من آله صلوات الله عليهم
ومن ثم ورد عنه ع : (إنما أنا عبد من عبيد محمد) .
٧- وورد عنه قوله للنبي ص لما بشره : ( يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا أَصَابَنَا خَيْرٌ قَطُّ مِنَ اَللَّهِ إِلاَّ عَلَى يَدَيْكَ ) .
٨- كما وردت أيضاً روايات مستفيضة بين الفريقين أن نور أمير المؤمنين ع اشتق من نور النبي ص وأن طينة أمير المؤمنين ع من فاضل طينة النبي ص ، مما يشير إلى الوساطة التكوينية للنبي ص لإفاضة نور أمير المؤمنين ع .
٩- وورد في بعض الزيارات للنبي ص أن بشفاعة النبي ص يلحق به آله إلى درجته ص .
١٠- والحاصل أن في الكثير من الأحاديث النبوية المتواترة دلالات – التزامية واضحة بالتدبر – على وساطة النبي ص في الفيض الإلهي الواصل للآل ع نظير أنا مدينة العلم وعلي بابها ) .