فتح عاشوري ٧
فتح عاشوري (٧)
البصيرة وفلسفة شدة الظلامة .
١- إن الملاحظ أن أحداث واقعة الطف وما قبلها وما بعدها قد اشتملت على مآسي وظلامات قاسية شديدة على الحسين ع وعترته الطاهرة ع خاصة ، وعلى أنصاره عامة .
٢- وكل منها زلزال روحي عظيم وبركان تنهد من مفردة واحدة منه الجبال فكيف بالمجموع ؟! .
٣- والعدو لم يتوان في إنزال أعنف وأقسى الآلام والإيذاء الروحي بالعترة الطاهرة أثناء المعركة وبعدها طيلة فترة الأسر ولغاية رجوعهم .
٤- إن المتتبع في كتب السيرة والتاريخ والمقاتل وهي لا تعد ولا تحصى عددا يعجز عن استقصاء الظلم والعدوان الذي انتهكوه في الحسين ع وعيالاته ، بل إن كل عضو من سيد الشهداء ع له موسوعة من الأحداث الجارية عليه ، كما أن نجوم العترة كل منهم له ملفه الخاص به من المقتل والمصرع ، فضلا عن مسلسل الأسر والإسارة للعترة .
٥- فمن ثم ورد في توصيف واقعة الطفوف ( مُصِيبَةٍ مَا أَعْظَمَهَا وَ أَعْظَمَ رَزِيَّتَهَا فِي الْإِسْلَامِ- وَ فِي جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ [الْأَرَضِين] .
٦- ومن المناسب ذكر أسئلة ههنا أبديت من عدة من المتتبعين في مصادر التاريخ والسيرة والمقتل .
((أسئلة تثار تطلب البحث الجاد والفحص المضني والاستقصاء في المصادر)) :
١/ هل أوصى سيد الشهداء ع زين العابدين ع بدفن كل شهيد من شهداء كربلاء بالدفن في المكان الذي استشهد كما هو الحال في أبي الفضل العباس ع ، وهل ميدان المواجهة كله مليء بقبور الشهداء مضافا إلى مجموعة للشهداء قرب قبر الحسين ع ؟ .
٢/ هل مجيء زين العابدين ع إلى كربلاء لدفن الشهداء كان مرة واحدة في يوم واحد أم أنه جاء مرتين في يومين ؟ .
٣/ هل اصطحب زين العابدين ع عمته زينب ع إلى كربلاء أم لم يصطحبها أصلا ؟ .
٤/ هل قام معسكر ابن سعد وابن زياد والأمويين بالتمثيل بأجساد الشهداء بعد القتل ولم يقتصروا على وطء الخيل للأجساد وقطع الرؤوس ، أم قاموا أيضا بتقطيع الأجساد ؟ .
٥/ هل قامت العقيلة ع بتهديد العسكر في مسيرة السبي بدعاء الاستئصال كأمها الصديقة ع عندما هجم القوم قاصدين قتل بعلها ع ، وذلك ردعا لهم عن المزيد من العتو والطغيان ، وتكرر ذلك منها ؟ .
٦/ هل لطمت العقيلة ع بالضرب من الشمر العاتي كما حصل لأمها الصديقة ع وتغير لون الوجه نتيجة ذلك ؟ .
٧ / من هو آخر من دفنه زين العابدين ع من الشهداء هل هو الحسين ع أم أبي الفضل العباس ع أم من ، وهل من حكمة في ذلك ؟ .
٨/ هل كان للعقيلة ع إحاطة بتفاصيل الأحداث في واقعة الطف بتوسط العلم اللدني لا بمجرد قوى الإحساس العادي غير المسلح ، وذلك لتحكم تدبيرها وإدارتها عونا للإمام زين العابدين ع ؟ .
٩/ هل كان لأبي الفضل العباس ع سبق ومبالغة قصوى في الوفاء والمواساة لأخيه الحسين ع على بقية الشهداء في مواطن عديدة وشاملة أيضا لما بعد الاستشهاد ؟ .
١٠/ هل يتفاوت الأنبياء والمعصومون عليهم السلام في الإحاطة بتفاصيل أحداث كربلاء والظلامات التي حصلت على الحسين ع والعترة ، كما قد يلاحظ ذلك من إشارات الروايات الواردة ، وذلك بحسب تحملهم وقابلياتهم في تحمل الجزع واشتداد البكاء ؟ .
١١/ هل يختزن صاحب الأمر عج المزيد من المفاجآت حول مصائب وأهوال أحداث كربلاء ، ليكشفها عند الظهور ليشحن بذلك الأنفس اشتعالا للذوبان في أهداف نهضة الحسين ع ومشروع أهل البيت ع ؟ .
١٢/ هل تعاظم المصيبة في كل السماوات والأرضين والمجرات وأشدية رزيتها في دين الإسلام على الإطلاق ، (لا يوم كيومك يا أبا عبدالله) ، يحمل فلسفة عظيمة تربوية للأنبياء والمعصومين عليهم السلام فضلا عن سائر البشر ، وبالتالي فاستقصاء حقائق الأحداث في بطون المصادر بنحو مستمر دؤوب من الأهداف العظيمة التي تصب في إقامة المشروع الإلهي ؟ .