بصائر عاشورية ١٣

سبتمبر 1, 2023
25

بصائر عاشورية (١٣)

 

من قام بالسيف أربعة أئمة ع أم خمسة ؟ .

 

الإمام زين العابدين ع ممن قام بالسيف .

 

١- هل يعد الإمام زين العابدين ع ممن قام بالسيف من الأئمة ع ؟ ، ويكون ممن مرت عليه حالتان حالة القيام بالسيف وحالة القعود عنه ، كما مرت الحالتان على النبي ص والأئمة الثلاثة السابقين ، فإن تواجد زين العابدين ع في كربلاء وإن افترض فيه عدم مشاركتة الفعلية بالقتال هي مشاركة في مسؤولية التصدي لموقف القتال .

 

٢- وقد رويت عدة روايات يظهر منها المشاركة الفعلية بالقتال أو مسؤولية التصدي للقتال :

منها: في غيبة النعماني : ١٢- عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَلَوِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع‏ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ بَعَثَ إِلَيْهِ مَنْ يَسْأَلُهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا فَغَضِبَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع وَ قَالَ لِلسَّائِلِ وَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا وَاجَهَنِي بِهِ ثُمَّ قَالَ نَزَلَتْ فِي أَبِي وَ فِينَا وَ لَمْ يَكُنِ الرِّبَاطُ الَّذِي أُمِرْنَا بِهِ بَعْدُ وَ سَيَكُونُ ذَلِكَ ذُرِّيَّةً مِنْ نَسْلِنَا الْمُرَابِطُ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّ فِي صُلْبِهِ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ وَدِيعَةً ذُرِئَتْ لِنَارِ جَهَنَّمَ سَيُخْرِجُونَ أَقْوَاماً مِنْ دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً وَ سَتُصْبَغُ الْأَرْضُ بِدِمَاءِ فِرَاخٍ مِنْ فِرَاخِ آلِ مُحَمَّدٍ ع تَنْهَضُ تِلْكَ الْفِرَاخُ فِي غَيْرِ وَقْتٍ وَ تَطْلُبُ غَيْرَ مُدْرَكٍ وَ يُرَابِطُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَصْبِرُونَ وَ يُصَابِرُونَ‏ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ‏) .

– فجوابه ع عن اعتراض ابن عباس مبني على عدم مرابطته عن القتال وأن موقفه موحد مع أبيه الحسين ع في التصدي للقتال في كربلاء .

 

٣- وفي الغيبة أيضا : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي شَرِيفُ بْنُ سَابِقٍ التَّفْلِيسِيُّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ التَّفْلِيسِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ ع أَنَّهُ قَالَ: الْمُؤْمِنُونَ يُبْتَلَوْنَ ثُمَّ يُمَيِّزُهُمُ اللَّهُ عِنْدَهُ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُؤْمِنِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ بَلَاءِ الدُّنْيَا وَ مَرَائِرِهَا وَ لَكِنْ آمَنَهُمْ فِيهَا مِنَ الْعَمَى وَ الشَّقَاءِ فِي الْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع يَضَعُ قَتْلَاهُ بَعْضَهُمْ إِلَى بَعْضٍ ثُمَّ يَقُولُ قَتْلَانَا قَتْلَى النَّبِيِّين‏)

– وإضافة القتلى إلى زين العابدين ع يقتضي تصديه لمسؤولية القتال والقتلى مع أبيه سيد الشهداء ع .

 

٤- والرواية الثالثة ما عثر عليه أخيرا من أصل الفضيل بن الزبير الرسان الأسدي :

( .. وكان علي بن الحسين عليه السلام عليلا ، وارتث يؤمئذ وقد حضر بعض القتال فدفع الله عنه ، وأخذ مع النساء هو ومحمد بن عمرو بن الحسن والحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام . )

المتضمنة لمشاركة علي بن الحسين زين العابدين مع أبيه الحسين في واقعة كربلاء حتى ” ارتث ” بالجراح .

وهو أقدم نص مأثور عن أهل البيت عليهم السلام في ذكر أسماء من حضر مع الحسين عليه السلام .

في كتابه ( تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام من أهل بيته وإخوته وشيعته)

الذي جمعه المحدث الزيدي الفضيل بن الزبير الأسدي الرسان ، الكوفي ، من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام ، وعن كتاب مقاتل أبي الفرج أنه وأخاه من أصحاب زيد وأنصاره .

ووروده على الصادق عليه السلام بعد شهادة زيد وإنشاده أشعار السيد الحميري في الرثاء وإبكاؤه إياه وأهل بيته ، وفيها دلالات على حسنه .

وكلماته مع زيد وقوله عليه السلام : أشهد على الذي خلقه (يعني قلبه) أنه وضع في قلبي بغضهما – الخ . يعني الأول والثاني .

– ولا يرد على الرواية أن رواتها وكونها مأخوذة من كتب الزيدية – الذين يستفيدون من الرواية على صحة نظريتهم كون أحد شرائط الإمامة القيام بالسيف وأنه متحقق في زين العابدين ع فمثل هذه الروايات قد لا يشم منها إلا الخلاف – لما تقدم من أن مشاركة زين العابدين ع في التواجد في واقعة كربلاء تصد فعلي عملي للقتال .

 

٥- وما ورد في نعوت الإمام الثاني عشر عج مقتضاها عدم هدنته مع أي حاكم ومن ثم قد وصف بالسيف الشاهر كوصف فعلي له في الغيبة وبعض ما ورد :

– في المزار الكبير في زيارة الصاحب عج : السَّلَامُ عَلَى وَارِثِ الْأَنْبِيَاءِ وَ خَاتِمِ الْأَوْصِيَاءِ، السَّلَامُ عَلَى الْإِمَامِ الْمُنْتَظَرِ وَ الْغَائِبِ الْمُشْتَهَرِ، السَّلَامُ عَلَى السَّيْفِ‏ الشَّاهِرِ وَ الْقَمَرِ الزَّاهِرِ وَ النُّورِ الْبَاهِرِ، السَّلَامُ عَلَى شَمْسِ الظَّلَامِ وَ بَدْرِ التَّمَامِ‏، السَّلَامُ عَلَى رَبِيعِ الْأَيْتَامِ وَ فِطْرَةِ الْأَنَامِ، السَّلَامُ عَلَى صَاحِبِ الصَّمْصَامِ‏ وَ فَلَّاقِ الْهَام) فوصف السیف الشاهر وظاهره الوصف الفعلي لا المستقبلي .

– وفي زيارة أخرى : …. مُجَاهَدَتُكَ فِي اللَّهِ ذَاتُ مَشِيَّةِ اللَّهِ، وَ مُقَارَعَتُكَ فِي اللَّهِ ذَاتُ انْتِقَامِ اللَّهِ، وَ صَبْرُكَ فِي اللَّهِ ذُو أَنَاةِ اللَّهِ،…. وَ أَنْتَ يَا مَوْلَايَ فَاشْهَدْ بِمَا أَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ، تَخْزُنُهُ وَ تَحْفَظُهُ لِي عِنْدَكَ، أَمُوتُ عَلَيْهِ وَ أُنْشَرُ عَلَيْهِ، وَ أَقِفُ بِهِ وَلِيّاً لَكَ، بَرِيئاً مِنْ عَدُوِّكَ، مَاقِتاً لِمَنْ أَبْغَضَكُمْ، وَادّاً لِمَنْ أَحَبَّكُمْ …) وكذلك وصفه بالمقارعة والمجاهدة .

– وفي زيارة أخرى له عج: (… اللَّهُمَّ كَمَا جَعَلْتَ قَلْبِي بِذِكْرِهِ مَعْمُوراً فَاجْعَلْ سِلَاحِي بِنُصْرَتِهِ مَشْهُوراً وَ إِنْ حَالَ بَيْنِي وَ بَيْنَ لِقَائِهِ الْمَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلَى عِبَادِكَ حَتْماً وَ أَقْدَرْتَ بِهِ عَلَى خَلِيقَتِكَ رَغْماً فَابْعَثْنِي عِنْدَ خُرُوجِهِ ظَاهِراً مِنْ حُفْرَتِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي حَتَّى أُجَاهِدَ بَيْنَ يَدَيْه‏ ….) والدعاء بجعل سلاح المؤمن بنصرته في الغيبة شاهرا .

التصنيفات : بصائر عاشورية