الاستفتاءات
١- المعطيات العلمية ليست كلها من نمط واحد فبعضها حقائق وقسم ثان نظريات وثالث فرضيات ورابع احتمالات وتخيلات علمية (الخيال العلمي) .
٢- كثير مما هو متداول من القواعد العلمية هي نظريات أو فرضيات علمية لم تصل إلى درجة الحقائق إلا أن الثقافة العامة تحسب أنها حقائق بديهية في ذلك العلم ، والأعجب أن أهل التخصص في ذلك العلم من هم بمستوى الدكتوراه لا يتنبهون إلى ذلك .
٣- أتذكر في سنة ١٩٩٢ ميلادية في هلال العيد اتفقت المراصد الفلكية الدولية والاقليمية على امتناع رؤية الهلال في غروب يوم التاسع والعشرين وأن الشهر لا محالة سيكون ثلاثين يوما ، وأتذكر أني سألت الشيخ حسن زاده آملي عن إمكانية الهلال فقال بأنه ممتنع فلكيا وساق كلامه كأنه بديهة أو من المسلمات في علم الفلك
ففاجأ الهلال الجميع برؤية شياع في أكثر البلدان ، فراجعت الشيخ عن دعوى الفلكيين بالامتناع فقال نعم هناك قول نادر في المسألة وقد وقع مطابقا له وحينها تبدلت نظرية الفلكيين في محاسبة إمكانية رؤية الهلال ، وتكرر ذلك في وضعية أخرى للهلال بنحو أخف بعد عامين ،
وكذلك في السنوات الأولى بعد الألفية الثانية الميلادية .
٤- الحاصل أن قواعد كثير من العلوم نظريات علمية أو فرضيات وليست حقائق علمية ويحسبها أغلب المثقفين والخريجين الأكاديميين أنها حقائق مبدهة .
٥- الأنكى أن هناك إعلانات زائفة كاذبة في نتائج الأبحاث والتجارب العلمية تكمن وراءها أغراض وأهداف سياسية وباتت تلك الإعلانات مبدهة استغفالا لعموم العقول .
٦- إن الأسباب في عالم المادة تحسبها العلوم التجريبية أسبابا فاعلة وعللا تامة للآثار ، والحال أنها عناصر وعلل معدة إعدادية والعلل الفاعلة الحقيقية هي ما وراء المادة من الميتافيزيقيا .
٧- وهذا هو باب المعجزة كعدم إحراق النار للنبي إبراهيم ع وتحول عصا موسى ع حية وجمود فلق البحر كالحجارة وخروج الناقة من الجبل وغيرها من المعجزات .
٨ – ثم إن حديث رد الشمس لأمير المؤمنين ع حديث متواتر أو مستفيض كتب فيه عدة من علماء العامة كتابا مستقلا في أسانيد الحديث وليس خبر آحاد .
٩- أما فائدة تعطيل القوانين الطبيعية في المعجزات فهي تنبيه البشر على وجود قدرة غيبية لله تعالى تتحدى المخلوقات الطبيعية .
١٠- أما خصوص رد الشمس لأمير المؤمنين ع فهي لبيان مدى شدة ولايته ع للنبي ص مقدما على الصلاة فكانت تلك الفضيلة جزاء لبصيرة أمير المؤمنين ع لأن الفضائل عبارة عن كمالات اصطفائية اختيارية .
١١- إن الفضائل الاصطفائية اختيارية ليست جبرية ولا اختيارية اكتسابية والفرق بينهما أن الاصطفائية الاختيار يبلغ ذروة السداد والصواب بينما الاكتسابية لا يبلغ كمال الاختيار .
١٢- لا يخفى أن البصيرة ذروة الدين والتدين فحرب صفين غايتها الأعظم من النصر العسكري فهي تبين كون القرآن الناطق أعظم من القرآن الصامت ، وهذا ما كان في رد الشمس بيان لأعظم بصيرة وهي كون الولاية أعظم من كل فرائض الدين وأعظم من الصلاة التي هي عمود الدين .
١٣- وقد صرح بذلك أمير المؤمنين ع عند انشغاله بتجهيز النبي ص عن سقيفتهم وتسابقهم في حيازة الخلافة والإمارة أن الانشغال بالنبي ص أعظم من إمارتهم والملك على الناس .